تتميم ... ( الجزء الثاني )

( كُتب بتاريخ : ٢٠١٦/٧/٣١ )

تتميم ...
( الجزء الثاني )

#Ailia_Emame : الكاتب
_________________

@ في الأشهر الماضية ورد سؤال من أحد الإخوة الكرام مفاده : لماذا لا يعمل مراجع الدين في بعض المهن ليكسبوا منها لقمة العيش ؟؟

وقد اجبنا عن هذا السؤال إجابة مفصله كما في هذا الرابط :

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1669754573298424&id=1522143928059490

والشاهد هو :  لي صديق عزيز وأخ كريم من طلاب العلوم الدينية الجيدين .. وكان جالساً معي وأخذ يقرأ ذلك الجواب الذي كتبته في حينها .. حتى وصل الى هذه العبارة  :

(( ..... لأنك ترى من العجب العجاب أن بعض الناس لايعترض على مبلغ ستين مليون دولار لشراء قدم لاعب في أحد الأندية الأوربية بينما يعترض على فتات هذا المبلغ من رواتب العلماء !!!

ليتك تعلم أن قيمة ستين مليون دولار التي لا تستفزهم هي اكثر مما ينفقه عشرة من كبار وزعماء الطائفة الشيعية على نفسهم وعوائلهم من أول حياتهم الى اخرها !!

فهل هناك من مبرر لهذا الإعتراض سوى شيئ واحد وهو أنهم لايرون وظيفة العالم من الاساس لها حاجة او اهمية للدين .. حتى بقدر أبسط لاعب كرة أو مخترع جهاز ... )) !!

فقال لي صديقي بعد قراءة هذه العبارة متعجباً : يعني أنت تعتقد أن مبلغ ستين مليون دولار يكفي لعشرة مراجع كبار فقط ؟!!!

فقلت : طبعاً هو يكفي لأكثر ولكني أحتاط في كلامي فأحسب الأقل .

فقال وهو يضحك  : ماذا تقول ياصديقي؟! .. انا اجزم لك _ ولولا الأدب في محضر الله لأقسمت لك _ أن هذا المبلغ لم ينفقه جميع زعماء الطائفه _ مجتمعين _  من زمن الغيبة الصغرى وحتى اليوم !!.

قلت : أليس في ذلك مبالغه ؟!!

قال : كلا .. هذا الصنف من الناس ( طلبة العلم ) خفيف التكلفه جداً .. دعني أقص عليك ثلاث قصص عن هؤلاء الأعلام وكيف كانت طبيعة حياتهم والظروف التي يمرون بها .. ولك الحكم بعد ذلك :

@ القصة الأولى : عن الشيخ محمد كاظم الخراساني ( الآخوند الخراساني ) قدس سره .. هو من أكابر أعلام الطائفة وعباقرتها .. وصاحب كتاب ( كفاية الأصول ) الذي يعتبر مداراً مهماً وأساسياً في الحوزات العلمية  لدراسة علم الأصول وهو من أدق وأعمق العلوم على الإطلاق :

كان الآخوند تلميذاً لدى الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري قدس سره ( وهو الاخر قصة عجيبه أيضاً )

وكان الآخوند يجلس في زاوية الدرس لكي لايراه أحد .. فلما إنتهى الدرس وتفرق التلاميذ قال له الشيخ الأنصاري : أراك تجلس بعيداً يا أخوند ؟

فإضطرب الاخوند واخذ يلف نفسه بالعباءة بشكل كامل الى حد رقبته  .. فتحقق منه الأستاذ ليعرف بعدها أنه كان يلبس الجبة والعباءة فقط ولم تكن عنده دشداشه .. وكان لا يريد التأخر عن حظور الدرس مهما حصل فخرج بهذا الشكل . فأمر الشيخ الأعظم بإعطائه دشداشه .

ويقول الاخوند عن نفسه : لقد مر علي أربعون عاماً لم أكل فيها اللحم ولم أحلم به .

@ القصة الثانيه : السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله وهو زعيم الطائفة في الوقت المعاصر :

كان سماحته يجمع بعض المال في ايام شبابه استعداداً للزواج .. ولم يكن أثاث غرفته يتعدى سجادة صغيره وصندوق ملابس ومرآة .
ولكنه بعد أسبوع من هذا الزواج السعيد .. جاء وطوى هذه السجادة من غرفته وأعطاها لصديقه الآخر الذي لم يكن يملك سجادة يسعتد بها ليوم زواجه .

ويقول السيد عن نفسه : لقد مر علي ثلاثون عاماً لم أبدل هذه الجبة التي ألبسها .

@ القصة الثالثة : المرجع والمحقق والكبير السيد شهاب الدين المرعشي النجفي قدس سره .. ذلك العالم العجيب الذي قرر بمفرده أن يواجه مخطط أكبر دولة عظمى في عصره وهي برطانيا .

فكان الانجليز يسعون في شراء وامتلاك جميع النسخ الاصليه للكتب والمخطوطات التي تتوفر في العراق وايران .. والسيد كان ملتفتاً الى هذا المخطط .. فقرر أن يسعى هو بالمقابل لجمع الكتب .. فكان يتحمل العبادة الاستئجاريه ( الصلاة والصوم عن الميت مقابل ثمن ) وينفق هذا الثمن على شراء الكتب والمخطوطات ..

ولعلك اذا تصفحت كتبه الموجوده الان في مكتبته وهي من اضخم المكتبات الشيعيه فقد تجد على الصفحة الاولى من كتاب ما ( إشترتيه بثمن سنة صلاة قضاء عن فلان ) أو تجد ( إشتريته بثمن شهر صوم قضاء عن فلان ) .

هذا السيد الجليل كان يسكن مدرسة القوام .. فكانت تمر عليه ايام لايجد ما يأكله فيها .. حتى غلب عليه الصفار وأصبح التلاميذ يلاحظون ذلك عليه .. ومن لايعرف اسمه ويريد ذكره لشخص اخر يقول له ( ذلك السيد صاحب الوجه الاصفر ) .

ويقول هو قدس سره عن نفسه : مضت علي ثلاثون سنة تنقلت خلالها في  ثلاثين بيت ايجار .. مما يعني ان كل سنة في بيت . 

ولك ان تتصور بساطة الاغراض المنزليه التي يحملها في كل سنة من بيت لآخر .

@ هكذا كان يعيش علماؤنا ... فهل تشك أن ستين مليون دولار تكفي الف شخص من الأعلام كانوا يعيشون بهذه الطريقه ؟؟

https://t.me/AiliaEmame1185

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشرون سؤالا عن الشيخ محمد اليعقوبي

ملف زيارة البابا |ايليا امامي

جولة في رأس سياسي عراقي. الكاتب #Ailia_Emame