إيليا إمامي| السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة : ( تسع مقاربات )

( كُتبت بتاريخ : ٢٠١٥/١٢/٥ )

#10السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة :

( تسع مقاربات )


#Ailia_Emame : الكاتب
____________________

@ سواء كنت ممن يعتقد بنعمة وجود هذا الرجل _ السيستاني _ وممن يفديه بنفسه .. أم كنت ممن لا يطيق سماع إسمه ومشحون الصدر غيظاً عليه .. في كل الأحوال فإن التأمل في هذه السطور .. سيحرك لديك بعض القناعات .

@ قد يخدعك أحدهم ويقنعك أننا هنا نقارن بين السيد السيستاني والإمام المهدي .. فلا تشتبه بذلك ..
فليس الخادم كالسيد .. وليس الوكيل كالأصيل .. وليس الجندي كالقائد ..
والسيد نفسه قد ربى أتباعه على عدم الغلو في أمره .. ولا الإنشغال بتقديسه .. مادمنا والعالم كله  في محضر ولي الأعظم عجل الله فرجه الشريف .

@ ولكن غاية هذه الكلمات .. ربط حزام الأمان .. وتثبيت العقل والجنان .. على الإستعداد لإختبارات لحظات الظهور المهولة .. وإمتحاناتها المخيفة .. التي علمها عند ربي لايجليها لوقتها الا هو .

@ نعم .. واحدة من بركات وجود السيستاني أنه رسالة عاجلة .. مفادها  ( حددوا من خلال تعاملكم مع نائب الامام كيف ستتعاملون مع الإمام حين ظهوره ) ؟!! .

@ ولكي لانطيل عليك أيها القارئ .. سندخل مباشرة في عمق هذه التساؤلات .. من خلال مقاربات نترك لك مساحة من التأمل في مدى واقعيتها .. وأي حكمة أرادها الله في إجراء الأمور بهذه الصورة :
_____________________

المقاربة الأولى :

هل سألت نفسك وقلبك يوماً عن مدى إستعداده لقبول مواقف وقرارات الإمام المهدي أرواحنا فداه .. الغريبة عن عقلك وتفكيرك ومزاجك الخاص ؟؟
هل تعلم أن مجرد دخول الشك أو التذمر أو التردد الى قلبك يعني مصيبة النقص والضياع في ولايتك وتشيعك ؟!!
فهل ربينا أنفسنا ليوم نستقبل الإمام بكل ما يأتي به من أمور لم نكن نتوقعها .. وصرنا بمستوى (( ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)) النساء .
حقاً عليك التفكير بهذا الأمر المخيف .. عندما تقرأ هذه الرواية :
@ عن الصادق عليه السلام (( كأني بالقائم عليه السلام على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب، فيفكه فيقرؤه على الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم فلا يبقى إلا النقباء، فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه، وإني لأعرف الكلام الذي يتكلم به )) الكافي ج ٨ ص ١٦٧
@ فإذا كان الناس يجفلون من كلام الامام المهدي .. فالسبب في ذلك أنهم لم يعودوا أنفسهم على الإتباع الصحيح والتسليم لقراراته .. وأنت تشاهد الآن وفي هذا الزمان من يعترضون على السيد السيستاني بحجة الدفاع عن المذهب !!!
لقد صار بعضنا يرفع صوته معترضاً على المرجعية مناقشاً لها وكانه لم يقرأ يوماً (( الراد عليهم كالراد على الله )) ولم يسمع يوماً (( فإنهم حجتي عليكم ))
يالها من صورة مضحكة عندما ينشر ويصرح ويتكلم بعض الناس دفاعاً عن الطائفة .. من خلال إنتقاد زعيم هذه الطائفة .. وكأنهم ملكيون أكثر من الملك !! وينسون أن الإمام المهدي أمرهم بإتباعه وليس العكس .
هؤلاء هم بذور البترية .. الذين سيصل بهم الأمر الى حد الإعتراض على الإمام نفسه .. ومن ثم محاربته .
لقد أراكم المعترضون على السيستاني مجرد نموذج .. لهذا النمط من التعامل مع الدين .

_______________________

المقاربة الثانية :

دعونا نستمر بالتساؤل :
بعض الناس وصله خبر _ بعيداً عن مدى صحته _ مفاده إن سماحة السيد السيستاني وافق على دفن أحمد الچلبي في الصحن الكاظمي .. ورأيتم كيف كانت ردة فعله .
وبعضهم سمع أن سماحته يرسل معونات غذائية وخيم وأغطية الى المشردين في العراء من الإخوة أبناء العامة في جسر بزيبز والبغدادي وحديثة  .. ويعبر عن السنة بانهم ( أنفسنا ) .. فصارت كلمة ( أنفسنا ) وسيلته اليومية للسخرية والتهكم  ..
تهكم على من ؟؟ على مرجع الطائفة !!!
@ طيب ياسيدي .. لن أقارنك بعمر بن الخطاب عندما تجاوز حدود الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله ورفض صلح الحديبية وصاح بوجه النبي ( أنعطي الدنية من ديننا ) فصار حريصاً على الإسلام أكثر من النبي نفسه !!!
@ ولكني سوف أسألك : لو أن مجموعة من مقاتلي داعش أرادت التوبة .. ووصلت الى السيد السيستاني وقبل منهم توبتهم وطلب ضمهم الى الحشد الشعبي .. كيف سيكون شعورك .
فإذا فرضنا أنهم ليسوا من داعش بل من أخبث جيش على وجه الأرض ( جيش السفياني )
وإذا فرضنا أن ذلك ليس بعد مجازر داعش بل بعد مجازر السفياني المروعة حيث يكون الغيظ والغضب في قلبك أشد بمرات وأضعاف؟!!
ومع ذلك يقبلهم السيد ويقبل توبتهم .. فماذا ستقول ؟؟
ثم ماذا ستقول إذا كان الذي يقبلهم هو الإمام نفسه :
@ عن الباقر عليه السلام (( ثم يسير _ المهدي _ حتى يأتي العذراء هو ومن معه وقد لحق به ناس كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة، حتى إذا التقوا وهو يوم الابدال، يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله، ويخرج ناس كانوا

مع آل محمد صلى الله عليه وآله إلى السفياني فهم من شيعته حتى يلحقوا بهم ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الابدال )) معجم الأحاديث ج ٥ ص ٢٢
@ يالها من لحظات عسيرة .. تتزلزل فيها القلوب ويبان يقينها .. عندما ترى قوماً من ألد أعدائك .. يأتون ويصطفون معك في معسكر واحد والقائد راضٍ بذلك .. وتتسائل مع نفسك .. أين تضحيات شبابنا مع المهدي .. اين دماء أحبتنا وثارات أهلنا الذين قتلهم السفياني بأبشع الصور .. هل بهذه البساطة يتناسى المهدي ذلك ويقبل بجنود السفياني بيننا ؟؟
نعم هكذا ستقول بعض النفوس .. فينتهي بها الحال الى أن تكره المهدي وتتمرد عليه وتفضل السفياني وحكمه .. فتلتحق به .. وذلك يوم الابدال .. نعوذ بالله من الخذلان .
@ وها هو السيستاني .. رسالة مهدوية .. وإختبار أولي .. لمن نقاتل وندافع ونغضب .. للعصبيات والمزاجات أم للدين والتسليم  ؟.

_____________________

المقاربة الثالثة :

هل تلاحظ ياعزيزي أن بعض الناس يستخدم العنتريات والخطابات الرنانة .. ويعيب على السيد حفظه الله صمته وحكمته !!
وعندما يأتي الجد يظهر الحجم الحقيقي لكل شخص .
فالسيد لايتكلم كثيراً .. ولكنه يحتفظ بشيئ مهم وهو ( عنصر المفاجأة )
إن عنصر المفاجأة من أهم الأساليب الإلهية في التعامل مع الطغاة وقد ورد التهديد الإلهي مقروناً بكلمة ( بغتة ) ١٣ مرة ومنها قوله (( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٥٥)) الزمر .
@ والمهدي عليه السلام .. في ظهوره وحركته المباركة .… هو جزء من هذه الإستراتيجية الربانية .
@ عن الصادق عن النبي عليهما السلام (( كيف أنتم إذا استيأستم من المهدي فيطلع عليكم مثل قرن الشمس يفرح به أهل السماء والأرض فقيل يا رسول الله وأنى يكون ذلك؟ قال: إذا غاب عنهم المهدي وآيسوا منه ))
@ فالسيستاني رسالة مهدوية مفادها : لاتنخدعوا بالخطابات الرنانة وتخدير الأعصاب بالكلام .. وتتركوا القيادة الربانية لمجرد سكوتها .. لإنها اذا جاء وقت التكليف الإلهي .. ستباغت الظلمة وتطلع مثل قرن الشمس .

_______________________

المقاربة الرابعة :

لعل ذاكرتك تختزن بعض الأسماء .. لأشخاص كانوا سابقاً متحمسين جداً لطاعة أوامر المرجعية في أول الأمر .. ثم شغلتهم الدنيا والوظائف والتجارات حتى صارت صلاتهم الواجبة إنجاز بحد نفسه .. أما متابعة أوامر وإرشادات المرجعية فأصبح جزءً من الماضي الذي كانوا فيه ( غشمه ) بحسب تعبيرهم .
وحتى عندما جائت فتوى وزمان الجهاد .. لم تسمح لهم قيود هذه الدنيا ولذتها بتركها والعودة الى سابق عهدهم والإمتثال لأمر نائب الإمام .
@ يالها من صورة مطابقة للحال في غيبة المولى المنتظر أرواحنا فداه .. فطول المدة يجعل بعض المتمسكين ينساه تماماً .
الروايات تذكر أنهم يقولون ( مات هلك بأي وادٍ سلك )) وهذا لايعني بالضرورة إنكار وجوده .. وإنما يعني ترك الإنتظار بالكامل والتصرف على أساس أنه لايوجد مشروع نعمل فيه وليس لدينا سوى دنيانا نبنيها .. وهؤلاء حتى عندما يخرج الإمام لن ينصروه لأن إنغماسهم بالدنيا قضى عليهم بالكامل .
@ عن فرات بن أحنف قال أمير المؤمنين عليه السلام وقد ذكر القائم من ولده ((أما إنه ليغيبن حتى يقول الجاهل ما لي في آل محمد حاجة).كمال الدين: ج ١ ص٣٠٢
@ عن السبط الشهيد عن أمير المؤمنين عليهما السلام (( التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، المظهر للدين، والباسط للعدل، قال الحسين: فقلت له: يا أمير المؤمنين. وإن ذلك لكائن؟ فقال عليه السلام: إي والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة، واصطفاه على جميع البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة، فلا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله عز وجل ميثاقهم بولايتنا، وكتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه))  كمال الدين: ج ١ ص ٣٠٤
@ فالسيستاني رسالة عاجلة ونموذج تأمل .. ان المؤمن هو من يرى طول المدة والصبر .. لايعني ترك المشروع .

_____________________

المقاربة الخامسة :

بعض الناس .. بعيدون عن أجواء المرجعية تماماً .. فلا يتابعون خطب الجمعة بمقدار 10% مما يتابعون الرياضة .. ولايزورون موقع المرجع بنسبة 5% مما يزورون مواقع التواصل . ولايشاهدون فضائيات تنقل رؤى المرجعية بمقدار 1% مما يشاهدون فضائيات أخرى ..
ولهذا تجدهم رغم كونهم مقلدين لسماحة السيد ولكنهم بعيدون أن أجواءه وطريقة تفكيره تماماً ومنقطعون عن التواصل معه  .. حتى صار من السهولة نسبة الكلام لسماحته من دون أن يعرفوا كيف يتأكدون من صحته  !!
@ ووجود هذه الفجوة والغياب عن متابعة حركة المرجع أمر سهل  .. ولكنه مع الإمام المهدي كارثة حقيقية .. حيث يسهل عند ذلك التشويش على الموالي ..
@ فإذا لم تكن لديك معرفة كافية بعلامات الظهور وتحركات الامام وجزء لابأس به من الثقافة المهدوية ( والتي هي في جزء كبير منها ثقافة مرج

عية ) فمن المحتمل جداً أن تصبح فريسة للحركات الضالة .
@ عن هشام بن سالم سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول (( هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية. قال : فقلت: كيف ذلك ؟ فقال : واحدة من السماء، وواحدة من إبليس. فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه ؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون ))
@ هل قرأتم (( يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون )) ؟؟
يعني أن المستعدين المتابعين الذين يعرفون العلامات قبل حدوثها لن تشكل لهم صيحة إبليس المزورة أي صدمة .. وسيبقى يقينهم بصيحة جبرائيل الأولى كما هو .
@ فالسيستاني رسالة مهدوية مفادها ( كونوا قريبين من قيادتكم الدينية لتعرفوا ماصدر منها فعلاً .. مما نسب إليها زورا ) .

___________________

المقاربة السادسة :

بعض الناس كانت حجته في إنتقاد سماحة السيد هو أنه ساكت وبعيد عن المجتمع وو
وعندما تحتمت الوظيفة الإلهية على سماحته أن يصدر جملة مواقف قوية من الجهاد الى حرب الفساد الى النهوض بتكفل عوائل الشهداء الى غيرها من التراكمات الكثيرة والثقيلة .. بقي هؤلاء مبهوتين وحائرين لخمس دقائق .. ثم عادوا الى إنتقاده مجدداً !!
@ إن هذا الرجل حجة من الله على كل المسيئين .. وميزان حقيقي للكشف على اخلاصهم للمذهب فلو كان المذهب هو المهم لساندوا من يحمل رايته .. ولكن خبث السريرة حكمهم والهوى سيطر عليهم .
@ إن السيستاني هنا صورة مبسطة لما سيلاقيه الإمام من هؤلاء وأمثالهم ..
@ عن الصادق عليه السلام في حديثه لأبي الجارود (( ثم يدخل _ المهدي _ المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض، ثم يخرج الأزرق وزريق _ الأول والثاني _ لعنهما الله غضين طريين يكلمهما فيجيبانه، فيرتاب عند ذلك المبطلون، فيقولون: يكلم الموتى فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين، وذلك الحطب عندنا نتوارثه )) غيبة الطوسي ص ٢٨٣
فرغم كل ما يفعله الإمام وما يجري على يديه من معجزات إلهية .. يبقى المرتابون المبطلون يشككون به حتى النهاية .
@ فالسيستاني رسالة مهدوية مفادها (  الذين يتسترون بأعذار واهية للطعن بالقيادة الربانية .. ستقام عليهم الحجة يوماً  وسينكشف أمرهم )


____________________

المقاربة السابعة :

بعض الناس كلما يمر بطسة في شارع من شوارع العراق .. يلوم المرجعية .. وينسى نفسه وكم قدم هو وأمثاله لإصلاح الوضع .
هذا ليس مهما ..
المهم أن تفكروا بأمر واحد وهو :
لاتتصوروا أنه بمجرد دخول السيد في أمور السياسة ستصلح الأوضاع .. لأن السيد يعمل بالمستطاع والإصلاح يأتي بعد تحمل التضحيات والصبر على البلايا ..
فإذا كان هذا التفكير يكفي للتشكيك بالمرجعية فعليكم أن تستعدوا للتشكيك بالإمام المهدي عليه السلام .. لأنه في أول ظهوره وتدخله المباشر لن تفرش الأرض بالورود !!
بنو إسرائيل كانوا يشتكون من موسى عليه السلام حيث كانوا يعتقدون أنه سيقودهم للخلاص من فرعون من اول يوم ( قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٢٩) الأعراف .
@ عن بشير النبال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) إنهم يقولون : إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا،
ولا يهريق محجمة دم، فقال (( كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته )) غيبة النعماني ص ٢٩٤.
@ فالسيستاني رسالة مهدوية عاجلة مفادها ( إذا كنتم تطلبون الرخاء كشرط للرضا والإتباع.. فإطلبوا معسكراً غير معسكر المهدي  )
نسأل الله أن يعجل بنور طلعته الغراء .. ويحفظ لنا نائبه حتى ظهوره المقدس .. إلهي آمين .
_____________________


المقاربة الثامنة :

@ حتى الآن .. لانعلم ما سيصدر من منبر الجمعة بخصوص التدخل التركي .. وماهو التكليف الشرعي المناسب الذي ستحدده المرجعية الدينية العليا للمؤمنين المنتظرين .
# فقد تشد على يد الحكومة العراقية والحشد الشعبي للدفاع عن سيادة العراق عسكريا.
# وقد تدعو لبذل المزيد من الجهود السياسية لتجنب المصادمة .
# وقد تتحدد أمراً ثالثاً غير ما يتوقعه المراقبون .. الله العالم .

ولكن .. أثناء تفكيري بهذا الأمر قلت مع نفسي : الآن مزاج الشارع كله يتجه الى الرد العسكري والدفاع عن كرامتنا وسيادتنا حتى لو أدى الى حرب مدمرة .. وهيهات منا الذلة .. ولن ألوم الناس على ذلك خصوصاً بعد ما تسببت به تركيا من كوارث للعراق ..
ولكن .. هل ياترى .. سيتحمل الناس أمر المرجعية .. لو أنها خالفت كل هذا المزاج _ وهي التي لاتهتم بما يقوله الناس وأنما تحدد الوظيفة الشرعية الإلهية _ ودعت الى المصالحة مع تركيا ؟!!!!!

@ ومع أنه مجرد فرض يستحيل أن تطرحه

 المرجعية .. ولكن ساقني التفكير .. كم سيكون أمراً من الصعب على بعض النفوس .. حيث ستبرز هنا الرسالة المهدوية العاجلة التي تعلمنا التفكير بقرارات القيادة الدينية وتفهم مقاصدها .
ففي الروايات عن أهل البيت عليهم السلام .. أن إختبار الشيعة لن يتوقف عند قبول الامام المهدي عليه السلام ببعض الجنود المنشقين عن السفياني _ كما ذكرنا في مقاربة سابقة _ وإنما سيتعداه الى مصالحة أولية مع السفياني نفسه !!!
@ عليكم أن تقرؤوا عن حجم المآسي والكوارث التي سوف يسببها السفياني .. وكم هو نسخة مطابقة لجده يزيد بن معاوية عليه اللعنة ويشترك معه في الكثير من وجوه الشبه .. لتعرفوا أي صدمة ومفاجأة سوف يسببها هذا الصلح الشكلي للطرفين .. قبل أن ينقضه السفياني سريعاً .. ويقتله المهدي على بلاطة إيليا ( الكوفة )

فمن كان لايحتمل هذه .. كيف سيحتمل تلك ؟؟

@ البحار:52/388 ، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال : (( إذا بلغ السفياني أن القائم قد توجه إليه من ناحية الكوفة يتجرد بخيله حتى يلقى القائم ، فيخرج فيقول: أخرجوا إلي ابن عمي ! فيخرج عليه السفياني فيكلمه القائم عليه السلام فيجئ السفياني فيبايعه ، ثم ينصرف إلى أصحابه فيقولون له: ما صنعت ؟ فيقول: أسلمت وبايعت فيقولون له: قبح الله رأيك بين ما أنت خليفة متبوع فصرت تابعا ! فيستقيله فيقاتله ثم يمسون تلك الليلة ثم يصبحون للقائم عليه السلام بالحرب فيقتتلون يومهم ذلك ، ثم إن الله تعالى يمنح القائم وأصحابه أكتافهم _ أي يهرب السفياني وجماعته امام المهدي عليه السلام _ فيقتلونهم حتى يفنوهم ، حتى أن الرجل يختفي في الشجرة والحجرة فتقول الشجرة والحجرة: يا مؤمن هذا رجل كافر فاقتله فيقتله ، قال: فتشبع السباع والطيور من لحومهم .. ))

____________________

@ المقاربة التاسعة :

هذه المقاربة تبدأ بأن نطرح هذه الرواية التي سنشرح فكرتها أولاً ثم نعرج بالحديث عن سماحة الإمام السيستاني دام ظله :
عن فرات بن أحنف قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام وذكر القائم عليه السلام فقال :
(( ليغيبن عنهم حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة )) الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره .

بعض الناس لجهلهم ..يعتبرون الغيبة والإنزواء عن الأنظار أو التوقف عن الحركة .. إنقطاعاً وأنتهاءً للمشروع !!

ويالها من رواية مؤلمة !!
قد يفقد الإنسان شيئاً من إلتزامه في لحظة ضعف..
وقد يتنازل عن بعض مبادئه في لحظة تردد ..
ولكن ... أن يشعر باليأس الكامل من إنتصار خط الامام المهدي .. ويتعامل مع الامام أنه ميت بحكم الأحياء .. فهنا الطامة .

إنها رواية مخيفة .. تحذرنا أن غيبة الإمام الطويلة ستوصل بعض الجهلة الى التفكير أن مشروع أهل البيت .. أنقطع وتم سحقه وهزيمته .. ولاحاجة لله فيهم .. فأهل الدنيا والقدرة ..مسيطرون على كل شيئ والكون كله خاضع لنظامهم العالمي الموحد ..بينما أفكار أهل البيت محصورة في زاوية ضيقة .. ولاتتبعها سوى شرذمة قليلة .. وقد قضي على حوزتهم وثقافتهم وجماعتهم وجهودهم .. والمجتمع والأجيال أدارت ظهرها عنهم .. ولم يبق لهم شيئ  .. سوى بعض آثار الجوامع وزخرفة الجدران والزي الديني التقليدي المحصور في المحراب .. المنبوذ من قبل عامة الناس .

ومن يفكر بطريقة ( الإسلامي ) الذي يريد الحديث عن المفاهيم الدينيه والعمل عليها وإنزالها الى الحياة العملية  .. فهو إنسان مفصول عن الواقع ومجرد ساذج يعيش أحلاماً لا إمكانية لتحقيقها .

 نعم .. كثرة النكبات وتأخر الوعد .. أوصل البعض الى التفكير بهذه الطريقة من الآن .. فكيف لو إشتد البلاء .. كلما إقترب فرج خاتم الأوصياء ؟؟

لا يحتاج تطبيق الروايه على هؤلاء أن يقول الشخص منهم أنه فقد الثقة بمشروع أهل البيت .. بل يكفي أن يتصرف بشكل عملي يدل على ذلك .. فالكثير منا تجده منعزلاً تماماً عن أي نشاط ديني .. فردي أو جماعي .. بدعوى أن الكل شكليون ومنافقون .. وأصحاب مصالح .. وليس هو مستعدا  أن يشاركهم نفاقهم .. أو يرسل ولده للتعلم منهم .. وبالتالي لن يعيش لمشروع مهدوي قادم يشارك فيه ( المنتظرين العاملين ) لأنه مشروع لاوجود له !!!

نعم هكذا ستتحكم النظرة السوداويه للأسف بعقول الكثيرين لتأخر الوعد .. وتجعلهم يصلون لمرحلة :
# اليآس والإحباط .. من أي أمل بنصر الدين .
# ثم الجزع والنفور من كل ماهو إسلامي .
# ثم الإشمئزاز من كل ماهو ديني .
وهذا هو الوصف العملي لمن يقولون ( ليس لله في آل محمد حاجة ) .. وللأسف ما أكثرهم في زماننا (( فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ))

بينما المنتظرون .. يعيشون حالة نفسية ثلاثية الابعاد :

١)) ترقب .. وإنتظار لكل لحظة .. لأن الثقة بقوة الله وغلبته لاتزال موجودة .. ومهما أصيب هذا الخط الشريف وهذه الحوزة المرحومة بالزلازل وتأخر عنها النصر .. فلابد من يوم تنتصر فيه بقوة الله ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) .

٢)) متابعة : والمتابعة المستمرة فرع الاهتمام والترقب .. فمن

ييأس من قدوم العزيز يترك مراقبة الطريق ومتابعة الأخبار .. أما من يعيش الأمل في كل لحظة .. فهو ينتظر القيام ويتابع أخباره بعيون مفتوحة وقلب متيقظ .

٣)) الإستعداد : فجندي المشروع المهدوي جاهز في كل وقت .. وتراكم السنين بدون اي تقدم .. لايفل عزمه او يثني إرادته . وهو يؤمن بوجود أنصار يتكاثرون مع الوقت .. وإن كان ظاهر الحياة يقول غير ذلك .. ولكنه الظاهر . (( ولعل فتوى الجهاد نموذج مصغر لهذا الإنبعاث من تحت الرماد لمن أراد تصوره )) .

@ أما السيد السيستاني : فقد قطع خطبته السياسية وقرر التخلي عنها ( مؤقتاً ) حتى يحين الوقت المناسب .. فكان من الناس ما كان .
فبعضهم قال أنه بلامشروع .. وإنتهى دوره و ( ليس لله في المرجعية من حاجة) وضاعت منه تلك الحماسة التي كان يتابع بها الخطبة أول أيام الفتوى .. وأيام الأزمات السياسية .
ولكن هناك من هم أهل للإمتثال ..

@ أعرف شخصاً لازال يتابع خطبة الجمعة حتى هذا الأسبوع بنفس الحماسة السابقة التي كانت .
وعندما تسأله لماذا تتابع خطبة شكلية ( روتينيه ) يتكلم فيها الخطيب عن بعض الوصايا لأهل البيت .. بدون الحديث عن أي حلول عملية لمشاكل البلد ..  تجد ان الأمر أعمق بكثير مما تظن !!
يقول هذا الشخص أن المرجع اليوم يمثل قيادة دينية .. وعلينا أن نتعامل معها بتوفير هذه الابعاد الثلاثة نفسها

# الترقب .. لكل ما يمكن ان يصدر مرة أخرى .. فهو لازال قائداً حياً يعمل بوظيفته .. وواجبنا إنتظار أمره .
# والمتابعة .. لكي لايفوتنا شيئ لو صدر .. فلازلنا نتوقع أي أمر جديد .. ولسنا ممن يحكم بالموت على المشروع .
# والإستعداد .. لتلبية النداء مرة أخرى .. أياً كان هذا النداء.. مادام يمثل صوت التشيع .. ويرفع

راية الحق .

@ هؤلاء الذين لايديرون ظهرهم للقيادة الدينية في لحظة اعتزالها ( الظاهري )  .. ولايسأمون ولايملون من سكوتها مهما طال .. هم مادة جيش أنصار الامام المهدي .. وخيرة هذه الأرض الطيبة .
هؤلاء الذين لاينخفض منسوبهم المعنوي من الثقة بالنصر القادم والقائد العالم .. مهما إشتدت الأزمات وكثرت النكبات .

@ هؤلاء الذين ماترددوا يوماً في حقانية طريقهم .. ولاقالوا بأن الأمر إنتهى .

دخلت امريكا ولم يفت السيد بالجهاد .. وهدم النواصب أغلى قبة على قلوبنا ولم يفت بالجهاد .. وإمتد زمان سكوته .. حتى أصاب الغرور قوى العالم كله وأجهزة مخابراته .. وظنت ان هذا الرجل لن تصدر منه هذه الكلمة وخططوا كل حسابهم على هذا الاساس ..
ولكن المخلصين ماشكوا ولا ترددوا أن السيد سيقول كلمته في الوقت المناسب .. وهكذا كان .

@ هذا هو الترويض الحقيقي على الإنتظار .. وهو التسليم المطلق للوعد الإلهي .. بأن تبقى تثق بالمشروع وإستمراريته مهما طال زمن السكوت أو الركود .. ولازلنا منتظرين بكل ترقب ومتابعة وإستعداد .. والأمل يعمر قلوبنا .

@ عن جابر الجعفي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام متى يكون فرجكم؟ فقال :
(( هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب (الله تعالى) الكدر ويبقى الصفو )) . الغيبة للشيخ الطوسي قدس سره .

@ فالسيستاني رسالة مهدوية عاجلة مفادها أن طول الأمد والسكون .. لايعني إنقطاع المشروع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشرون سؤالا عن الشيخ محمد اليعقوبي

ملف زيارة البابا |ايليا امامي

جولة في رأس سياسي عراقي. الكاتب #Ailia_Emame