بالتأكيد لن يفتي السيد السيستاني بحرمتها ، ولكن ما العمل ؟

( كُتبت هذه المقالة بتاريخ :  ٢٠١٨/١١/٢٥ )

#71بالتأكيد لن يفتي السيد السيستاني بحرمتها ، ولكن ما العمل  ؟

#Ailia_Emame : الكاتب
__________________

لكي تفهم قصدي عليك أن تفرق بين شيئين :

1. الفتوى : وتعني رأي المرجع في مسألة فقهية من خلال النظر في أدلتها ، فمثلا النحت للمجسمات البشرية قد يكون حرام عند مرجع بحسب فهمه للأدلة ، و حلال عند مرجع آخر بحسب فهمه للأدلة أيضاً .
2. الحكم : ويعني القرار الذي يصدره المرجع بالنظر الى مصلحة الناس ، فمثلاً عندما حرم السيد الشيرازي تدخين السجائر قبل أكثر من مئة سنة كان تحريماً مؤقتاً بالنظر للمفاسد التي سببتها الشركات البريطانية للناس وكيف  استغلتهم وجعلتهم يعملون في أرضهم كالعبيد.

الآن دعني أقول لك :

السيد السيستاني في كل خطبة جمعة تقريباً يذكر الناس بشيئين :

1. يذكر بالفساد الاداري لأنه آفة عظيمة ، ولكنها لاتحتاج الى فتوى ولا حكم ، لأنها حرام بدون فتوى مرجع وتحتاج فقط يقظة المجتمع وأن يختار توحيد كلمته على صنع قوة سياسية وسلمية تزيح هؤلاء الفاسدين .

2. يذكر بالإنهيار الأخلاقي للمجتمع ، فوسائل التواصل تدمر الكثير من العوائل
وأنت تعلم أن المحادثة بين الجنسين عند السيد السيستاني حرام إذا كان من المحتمل أن تمهد للوقوع في ما يسمى (( الحب )) وحقيقته الدمار .
وتعرف أيضاً المشاكل النفسية والأخلاقية التي دمرت الكثير من العوائل وسببت حالات قتل لأشخاص لايعرفون كيف يتعاملون مع هذه المواقع بشكل جيد .

تتذكرون كم من البنات خسرت نفسها أمام خداع الشباب ؟
تتذكرون كم حالة انتحار حصلت لأن هناك شخصاً صدقت به ثم صورها وابتزها ؟
تتذكرون كم حالة طلاق حصلت ؟
تعرفون كم يفتقد أولادنا كلمة توجيه منا ويكبرون بدون أن يتعلموا شيئاً منا لأن الوقت يمر ونحن لانشعر

ولكن مع كل ذلك ، العالم اليوم منفتح ، ولايمكن إيقاف عجلة الحركة ، وأي فتوى بتحريم مواقع التواصل أو حتى إضافة أصدقاء من الجنس الآخر ، ستحمل الناس أكثر مما يطيقون .

لذلك الفتوى القديمة ( بحرمة المحادثة الخاصة إذا كان من الممكن أن تقود نحو الفخ والتعلق القلبي ) هي الشيئ الوحيد الذي يمكن حالياً .

ولايمكن للمرجع أن يصدر حكماً عاماً بالحرمة لأن الناس لن تتحمل ولن تصبر ولن تلتزم .. هذا هو الواقع .

برأيك ؟ ماهو الحل ، وكيف نعالج مشاكل بناتنا وأولادنا ، إذا كانت بنت العشرين في غرفتها ومع هاتفها ، ولا سلطة ولارقابة لأحد عليها ؟ وكذلك ابن العشرين ؟
أليس من المفروض أن نكون قد إستعدينا لهذه الحالة منذ كان عمرهم عشر سنوات ، وزرعنا فيهم القيم الاخلاقية ؟

https://t.me/AiliaEmame1185

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشرون سؤالا عن الشيخ محمد اليعقوبي

ملف زيارة البابا |ايليا امامي

جولة في رأس سياسي عراقي. الكاتب #Ailia_Emame