وهجُ الشهادةِ

( كُتبت هذه القصيدة للمشاركة في مسابقة المكتبة الأدبية سنة ٢٠١٦ المختصة للشعر حول الشهداء )

#47وهجُ الشهادةِ

#Ailia_Emame : الكاتب
٢٠١٧/٨/١٦
__________

مِـدادٌ كـثـأرِك لايبـرُدُ .. وقِـرطاسُ أمـجـادِك الفَـرقـدُ

وهـذا يـراعُك ياموطِـني .. عـلى مـرِّ أعـْصُـرِهِ عـسْجدُ

 فأرْخِ العِـنانَ لِـركْبِ البـيانِ..وأرِّخْ ليـومٍ ذُراهُ الـغَـدُ

وأنـشِـدْ بِلحـْنِ القـوافِـي لِمـنْ .. بِـصوتِ الرصاصِ غـدا يُـنْـشِدُ

وأذِنْ فقْـد حلَّ فجْـرُ الـدِما ..وتـلـكَ قرابيـنُـهُ سُـجّــدُ

(بـوهجِ العِراقِ أضاءَ القصيدُ) ..وعادَ صحِيحاً بِـه الأرمـدُ

ومايحْمـدُ الصُبْـحَ إلا الذي ..دجا مُوحِشاً ليُـلُهُ الأسْودُ

عـشِيةَ أوترَ مـنْ وِتـْرُهُـمْ ..بِبدْرٍ وعـنْ قـوسِهِم سـدّدُوا

فـما ضرَّ وهْجـَك أنْ يُبْـرِقـوا .. وماضرَّ صوتَك أن يُرعِدُوا

سـواءٌ لـديْـك أمِيرَ البِلادِ .. أنْ يغْـبِطُوكَ وأنْ يحْسُدُوا

ولكـِنَّ صرفَ الزمـانِ إلتـوى .. بِـصـفوةِ أبـنائِهِ يـزهـدُ

أيجْحدُ مـنْ لـك فِي أمْسِهِ .. بِـكُـلِ نـفـِيسٍ  حـواهُ يـدُ

أيـرمِيـك بالشِـركِ مـنْ قـوْمُـهُ .. بِسيْفِ عـلِيِّك قـدْ وحّـدُوا

وللهِ يا مـهبِط الأنْـبِياءِ ..  أيـسـألُ عـنْ دِينـِك المُلـحِدُ

لـحى اللهُ دهـراً بـدا شُؤمُـهُ .. وعـادَ الضِـرارُ لـهُ مسجِـدُ

تـجلّدْ فجـِلْدُك عِارٍ وذا .. أخُـوك عـلى نـارِهِـم يُـوقِـدُ

إِذا لـٓمْ يـصُنْك رِداءُ القريبِ .. مـِن الـلّفْحِ لـمْ يُـنْجِكٓ الأبْـعدُ

أتـوك بِمـكْرٍ يُـزيلُ الجِـبالَ .. وبِـئْسَ السِياسةُ ما أرْصدُوا

وعاد الخـوارِجُ فِـي ( داعـشٍ )  .. وعـادَ لـنـا يـومُها الأنْـكدُ

و(بِالـذبحِ جِـئْـنا) شِعـارُ البُـغاةِ .. وبِـاسْمِ الـشريعة قد أفْسدُوا

لقـدْ أُحْـزِنَ المُـرسَلُ المُصْطـفى ..  وأُوُذِيَ فِـي دِيـنِـهِ أحْـمدُ

وأوجـسَ فِـي نـفِسهِ خِـيفـةً .. عِـراقُ الحـضارةِ والمُـرشِدُ

نـظـرتُ وجـيشُـكٓ بـينَ الجُـمُـوعِ .. يُـكابِـدُها بـأسُهُ الأجْـلـدُ

وخِـلْـتُ وعُـسْلانُهُا أحْـدقـتْ  ..  كـأنكَ فِـي (نيْـنوى) مُـفْـردُ

هُـنالِـك قـام لها سـيِـدٌ .. وفِـي مِـثْلها يـنْـهـضُ السـيِدُ

فِـلاغُـرْوَ يـومَ اسْـتغاثَ الحُسيْنُ .. لقـدْ كانَ مِـنْ صُلْبِـهِ مُـنْجِدُ

وآنسَ حُـبَّـكَ فِـي جـذْوةٍ .. بِـجـانِبِ طُـورِكٓ لاتـخْمُـدِ

وصاح الحُسيـنِيُ لايـنْجلي .. غُـبارُكِ أو يُـقْـمعَ المُـفْسِدُ

فـلا خـيْرَ فِـي أُمـةٍ لايُـرى .. لهـا فِـي لـظى حـرْبِها مـشْهـدُ

فـامـا بِـسِلّـةِ عِـزٍّ تموتُ .. وامـا بِـذُلِّـك تُـسْتعْـبدُ

ومـنْ خـافَ مِـنْ معْـشرٍ غِـيلةً .. عـلى سِـنةٍ كيـفَ لا يسْهدُ

إِذا نِـمْتَ عِـنْـدَ خُـطُوبِ الـزمانِ .. فـإنّ عـدُوَك لايـرْقُـدُ

فـقامـتْ عـلى صوْتِـه أُمـةُ .. لِـيحْدُوا بِـها رٓأيُـهُ الأرْشـدُ

وألْـقـتْ إِليهِ بِـآمـالِهـا .. ولاحَ بِـه نجْمُها الأسْعـدُ

وأورقَ عُـودُك يامـوطِنِي .. شباباً يُـعـطِّـرُها السُـؤْددُ

ونـادَوا حُـسيْناً فِدتـكَ النُـفُـوُسُ .. ويـومُ الـلِـقاءِ لـنـا مـوْعِـدُ

لإِنْ أخـرتْ عـاشِـقِيـكَ الدُهُـورُ .. فـقـدْ أدْركُـوا الفـتْـحَ واسْتـأسَـدُوا

إِذا شـدّ جـيْـشُكُ مِـنْ جـانِـبٍ .. فـحـشْدُكَ مِـنْ آخــرٍ يـعْـضُـدُ

ألا قُـل ْ لِـرامِـيك عـنْ خُبْـثِهِ .. لـقـدْ طـاش سٓـهْـمُكُمُ فاقْـعُـدُوا

ويـا زارِعـِي أرْضِـنَا فِـتْنـةً  .. مِـن الطـائِفِـيةِ لـنْ تحْصُـدُوا

فبغْدادُ يـا مـنْ طـمِـعْتُمْ بِـها .. تـشظًّى عـلى بابِـها الجلْـمـدُ

وفِـي العـسْكرِيِ لـنـا عـسْكرٌ  .. وهيهات أنْ يـسْلبَ المـرْقـدُ

وسُـورُ الغرِيِّ بِـآثـارِهِ .. عـلى خِـزْيِ أجْـدادِكُمْ يـشْـهدُ

ومـازال فِـي كُـلِ يـوْمٍ لـنـا .. لِـواءٌ عـلى حـرْبِـكُمْ يُـعْقـدُ

إذا أُثْخـِنَ الشـعبُ لاتفرحُوا .. فأجْيالُنا بالحِـمى تصْعـدُ

وإِنْ عـانق المـوتُ أجـفانها .. بأجْفانِها البِيضُ لا تُـغْمـدُ

وٓعِـقْـدُ الشـهادةِ مُـذْ زانـها .. تـحلّى بِـهِ جِيـدُها الأجْـيـدُ

فـيـاقـُوتُهُ سافِحاتُ الـدِما .. ومُـرْهـفُ آجـالِـها ينْضِـدُ

وكـمْ حُـرةٍ قـدمـتْ ذُخْـرها .. فـما راعـها ثُـكْـلُها المُـجْهِـدُ

إذا قِِيـل أرْضُ السوادِ التِي .. بِأسْـفـلِ نخْلاتِـها إسْـتـشْهدوا

حياءً تمـيلُ الى صوْبِهِمْ .. تـودُّ بِـأجْـداثِهِمْ تُـلْحـدُ

وأوْحـش مِـنْ بعْـدِهِمْ حـيُّنا .. ووادِي السـلامِ بِـهِـمْ مُـورِدُ

لـهُمْ عِنْـدَ حـامِـي الحِـمى مـرقـدٌ .. وعِـنْدَ مـلِيكِ السـما مـقْعدُ

وما كـانَ عهْدي بِأنوارِهِم  .. تـغيبُ ونِيرانـِهِم تـهْـمدُ

ولكِنـّهُم فـِي أعالِـي السَـما .. عـلى بُـرج أفلاكِـها جُـنِّدُوا

فمنْ يـستـرِق بـعدُ تـاريخَـنا .. فأرواحُـهُم شُـهـُبٌ  تـرصُـدُ


https://t.me/AiliaEmame1185

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشرون سؤالا عن الشيخ محمد اليعقوبي

ملف زيارة البابا |ايليا امامي

جولة في رأس سياسي عراقي. الكاتب #Ailia_Emame