ايليا امامي | أشكرك على حرصك وهمتك العالية

أول مرة رأيت فيها هذه القصيدة كانت مكتوبة بقلم جاف على مقعد سيارة ( 18 راكب ) قديمة في أحد الكراجات سنة 1998
هكذا كنا في زمن الطاغية صدام لاكتب ولا أنترنيت فكنا نضطر لحفظ وتكرار كل ما يقع بأيدينا  .. وقد كتبتها على ورقة بمجرد وصولي للبيت كي لا أنساها .

أينما يكون ذلك الشخص الذي كتب الأبيات وكان ينشر تراث أهل البيت رغم الظروف الصعبة .. أريد أن أقول له : أشكرك على حرصك وهمتك العالية .. فقد ساعدت ذلك الشاب الصغير ووفرت له ما يحفظه عن أئمته .. في زمن الظلام المطبق .

وقصة هذه الأبيات أن المتوكل العباسي أمر جلاوزته باعتقال الإمام الهادي عليه السلام وإحضاره في مجلسه .
والمتوكل جالس يشرب الخمر مع ندمائه  .. فلما رأى الإمام هابه وعظمه ، وأجلسه إلى جانبه ، وناوله الكأس التي كانت في يده !

فقال عليه السلام : والله ما يخامر لحمي ودمي قط فاعفني .

فأعفاه المتوكل ثم قال: أنشدني شعرا .

فقال عليه السلام : إني قليل الرواية للشعر .

فقال : لابد .

فأنشده عليه السلام :


باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فلم تنفعهم القللُ

واستنزلوا بعد عز من معاقلهم * وأسكنوا حفرا يا بئسما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد دفنهم * أين الأساور والتيجان والحلل

أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل

فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود تقتتل

قد طال ما أكلوا دهرا وقد شربوا * وأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أكلوا

قال: فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينيه .

مثل بعض السياسيين كان لما يجلس عند السيد السيستاني وينصحهم بخدمة الناس ويذكرهم بالآخرة ، تبدو عليهم علامات التأثر .. وعندما يخرجون منه ويرون البهرجة والحمايات والصحفيين ووو .. يعودون لحالهم السابقة من السكر بالسلطة.

إيليا إمامي

https://t.me/AiliaEmame1185