ايليا إمامي | انتظار المهدي عليه السلام .. أمر بين أمرين .(٢)

انتظار المهدي عليه السلام .. أمر بين أمرين .
الكاتب #Ailia_Emame
———————————
الحلقة الثانية :

* أنت تقول : لايمكن إن يتأخر الإمام أكثر .. وله كل هذا الجند المجند .. وكل هذه الآمال المعلقة .. أيمكن أن يفجع الله قلوبنا التي تحترق شوقاً لطلعته ؟ أو يُخيّب ظنوننا و عيوننا التي ترقب الطريق لحظة بلحظة ؟ ولانكون نحن أهل زمانه ؟ إين سيذهب كل هذا الانتظار ؟ وكيف سيذوب وينتهي بينما عين الرحمة الإلهية تراقب ذلك ؟ كلا ياسيدي .. ولا هذا فيك طمعنا !!
• وأنا أخاف عليك من هذه الـ ( كلا .. لايمكن ) .


أخاف عليك من نسيان أن الأمر بيد الله .. قابل للتغير والبداء .. بحسب مستوانا واستعدادنا .. أو لظروف هو وحده أعلم بها .

وأنت ابن تكنولوجيا اليوم .. فدعني أقرب الأمر بمثال : ألا ترى أنك تعطي أمراً بنسخ أو تحميل لبعض الملفات والتطبيقات .. وعندما يصل الى 99%  تنتهي العملية ولايتم التثبيت والتحميل ؟
ربما بمشكلة واحدة .. هفوة هنا أو تقصير وتراجع من المجتمع هنا .. سكوت عن منكر أو تأييد لباطل .. يتم به تأخير الفرج !

* في الغيبة للنعماني عن أبي بصير .. إذ يسأل الإمام الصادق عليه السلام : ( ما لهذا الأمر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا ؟ فيجيب الإمام : بلى .. ولكنكم أذعتم فأخره الله )

فالأمر كله مرهون بقرار السماء .. ومتى تشاء حكمة الحق سبحانه تقديمه أو تأخيره .. وهو ( لايعجل لعجلة عباده ) .

* هذا ما يجب أن تعرفه وتعتقد به .. وتكون ( مرتقب لدولتكم ) ثم قد يسعدك الله بظهوره .. وقد تحمل أملك معك الى لحدك.

 * لقد تأمل واشتاق من هم أفضل مني ومنك ممن بلغ بهم الشرف والتوفيق أن يخاطبهم الإمام عدة مرات .. فهذا السيد ابن طاووس قدست نفسه .. في كتاب ( كشف المحجة لثمرة المهجة ) يقول لولده :

( واعلم يا ولدي محمد كمل الله جل جلاله بلقائه سعادتك وشرف ببقائه وحسن إرادته منزلتك وخاتمتك أنني لولا آية في كتاب الله المقدس (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) لكنت قد عرفتك ووثقتك أنني أدرك أيام ظهوره الكامل وأدخل تحت ظله الشامل

فهذا أوان ظهور تلك الشموس وزوال الضر والبؤس إنشاء الله فإن تمم الله جل جلاله لي ما أؤمله من هذه الآمال فقد كمل لي تحف الشرف والاقبال وإن أراد انتقالي فالامر إليه جل جلاله وله جل جلاله في تدبير آمالي ) .

وقد مر على هذا الكلام دهور .. وتوفي ذلك العاشق ابن طاووس قبل  777 سنة .. ولم يحقق الله أمله ! فالأمر ليس مرتبطاً بالشفقة والعطف .. بل هو مخطط السماء لهذا العالم .. والله تعالى _ حاشاه _ لا يعيش الضغط النفسي مثلي ومثلك ليغير خططه .. بل جعل لكل شيئ قوانينه و ( لله أمر هو بالغه ) .

* والحق .. أن نكون أنا وأنت مثل ابن طاووس .. من ناحية نقرأ الأحداث ونتوسم قرب الظهور ونقول ( قريب إن شاء الله ) .. ومن ناحية أخرى نستعد لاحتمال ان يطول الأمر .. ونعمل على هذا الأساس .

* ستقول كيف ؟
وأجيبك : جاء في الوسائل عن الإمام الحسن الزكي _ وورد مثله عن أبيه وجده عليهم جميعاً السلام _  قولهم :
(( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ))

هل ترى كيف يأمر الإمام بالتوازن الشعوري والإدراكي ؟

من جهة .. يوصيك بالعمل للدنيا وتطوير مشاريعك .. واستخراج أفضل ما لديك من طاقة لعمارة الأرض .. وأن تغرق في ( البزنس ) والاستثمار الى الأنف .. حتى يظن الناظر إليك أنك تنوي البقاء الى الأبد .

ومن جهة أخرى .. يوصيك بالاستعداد للرحيل عن هذا العالم في أي لحظة .. وعليك أن تحزم أمتعتك الأخروية .. وتنهي علائقك الدنيوية .. وتتأهب الرحيل .
ذلك أن الله لم يجعل أي تقاطع أو تصادم .. بين العمل للدنيا والاستعداد للآخرة .

* كذلك الأمر في انتظار صاحب الأمر .. إعمل لدنياك كأنه يغيب أبدا .. واستعد لإمامك كأنه يظهر غدا.

إعمل وأسس كأن تكليفك يمتد الى مئة سنة قادمة لاظهور فيها ..  وتقبل الأمر لكي لا يؤثر على عزمك وإصرارك على المواصلة .
وفي الوقت ذاته ليكن شغفك وشوقك .. ودموعك الساخنة .. وأنفاسك المتصاعدة .. وكأن اللقاء الذي تحلم به قاب قوسين .

يتبع في الحلقة الثالثة .


https://t.me/AiliaEmame1185

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشرون سؤالا عن الشيخ محمد اليعقوبي

ملف زيارة البابا |ايليا امامي

جولة في رأس سياسي عراقي. الكاتب #Ailia_Emame