كيف سيتعامل السيد السيستاني مع حروب الإقليم ؟؟ الكاتب #Ailia_Emame
( كتب هذا المقال بتاريخ 8 / 1 / 2015 .. بعد دخول القوات التركية الى الموصل بشكل مستفز .. وتساؤلات شباب الحشد الشعبي عن تكليفهم الشرعي )
كيف سيتعامل السيد السيستاني مع حروب الإقليم ؟؟
الكاتب #Ailia_Emame
* عندما بدأ بعض الشباب العراقي الغيور يسافر الى سوريا لحماية قبر السيدة زينب عليها السلام .. كان شباب الحشد يسألون عن شيئ واحد وهو ( ما رأي المرجعية العليا في المشاركة بالقتال في سوريا ) ؟
* وعندما حصل إحتكاك بين الحشد والبيشمرگة في طوزخورماتو قبل أيام وانتهى بمواجهات مسلحة في بعض مواقع الإشتباك .. كان شباب الحشد يقولون : ( نحن لدينا فتوى لمقاتلة داعش .. فهل يجوز لنا ان نقاتل البيشمرگة )؟
* والآن .. مع دخول القوات التركية الى الموصل .. يسأل شباب الحشد الأبطال ( إذا ما حصلت مواجهات بيننا وبين الجيش التركي فما هو حكمها ) ؟
* والإجابة عن هذه الأسئلة ليست هدف هذه السطور .. فقسم الاستفتاءات في مكتب سماحة السيد دام ظله .. موجود لبيان الوظيفة الشرعية.
* ولكن ما أريد الوصول إليه من هذه النماذج هو التأكيد على شيئ مهم وهو :
أن هذا الحرص على سؤال المرجعية الدينية قبل الدخول في أي معركة .. يدل من جهة على الانضباط بأمر الدين والتربية والعالية التي تلقاها شيعة أهل البيت عليهم السلام .. ومن جهة أخرى فهو أكبر ضمان لسلامتهم.
* في روايات الظهور المبارك للإمام المهدي روحي فداه .. تعتبر هذه الحالة هي نقطة القوة لدى الشيعة .. والتي ستكون منطلق مهم لتقوية جيش الإمام المهدي عجل الله فرجه.
* كيف ؟؟ لاحظ هذه النقاط :
١)) يشدد الأئمة عليهم السلام على ضرورة التأكد من الموقف الشرعي قبل بذل النفس .. فهي نفس واحدة لا نملك غيرها فكيف نجعلها حطباً لنار حروب الآخرين .. إذا لم نكن متأكدين أن دخولنا وتضحيتنا كلها في سبيل الله .. وليس سبيل منافع الدول.
* فمن وصايا الإمام علي عليه السلام إلى الناس (( أنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها )) نهج البلاغة ٧٦٦.
٢)) وهذه النفس الواحدة .. يجب أن يعيش الشيعي المنتظر حلم بذلها وتقديمها للامام المهدي ونيل الشهادة تحت لوائه .
ومن هنا نجد سماحة الإمام المفدى السيد السيستاني يرفض أن يدعو بالشهادة لمن يزوره من شباب الحشد الأبطال بل يدعو لهم بالنصر .. لأن هؤلاء الشباب هم رصيد المذهب فليس من السهل علينا ولا على قلب إمامنا بذلهم .. لولا أن الميدان ميدان شرف .
* في بحار الأنوار عن الإمام الباقر عليه السلام .. في حديثه عن مرحلة ما قبل الظهور قال : (( أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر)) .
هذه الكلمة احفظوها جيداً ياشباب الشيعة (( لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر )).
٣)) ولكن .. الدفاع عن هذا المذهب المبارك يقتضي التضحية أحيانا ويجبرنا على حمل السلاح لنرد كيد الأعداء النواصب ونضرب قواعدهم ونغزوهم قبل أن يغزونا .. عندما لا يكون لنا من سبيل آخر لحفظ وجودنا.
ألا ترى لسبط رسول الله وسيد الشهداء عليه السلام حيث قال ( ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين إثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة ) فلم يترك لنا خياراً ثالثاً .. فحملنا السلاح .
*وهذا ما كانت تعنيه المرجعية الدينية العليا في بيان فتوى الجهاد الكفائي التاريخية حيث ورد فيه ( إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه ).
طبيعة المخاطر .. هي التي أجبرتنا.
* ومن هنا .. نخلص الى النتيجة التالية : إن المتتبع لروايات أهل البيت عليهم السلام حول علامات الظهور يلاحظ أن منطلق قوة الشيعة قبيل الظهور المبارك هو ثلاثة أمور أساسية .. فإحفظوها جيداً :
أولاً : الإحتفاظ بقوتهم _ وإن كانت محدودة قياساً بالقوة الدولية _ وعدم بذلها في مصادمات الدول العظمى القوية .. وإقتصارهم على الدفاع عن النفس .. ولذلك نرى في الروايات تحرك اليماني وشعيب بن صالح نحو المهدي سيكون قوياً بسبب الإستعداد الجيد وعدم التعرض للاستنزاف في حروب الآخرين ماقبل الظهور.
ثانياً : دقة الحسابات الستراتيجية لدى قيادتهم الدينية .. وهم خط الفقهاء .. التي لا تدخل حروباً أو مواجهات بناء على استفزازات .. أو ضغط شارع .. أو مصالح انتخابية .. أو تجارية .. بل هي مشغولة بقراءة الواقع لأجل أتباعها .. فهي التي تحدد بدقة بالغة متى تطبق روايات أهل البيت حول الحركة والمواجهة والدفاع عن النفس ... ومتى تطبق روايات أهل البيت الداعية الى لزوم الأرض ( ياجابر إلزم الأرض ولاتحرك يداً ولا رجلاً ) و السكون ( إسكنوا ماسكنت السماوات والأرض ) ورواية ( كونوا أحلاس بيوتكم ).
ثالثاً : المهلكة العظيمة التي ستصيب الأطراف الأخرى .. فقوتنا ستكون بضعف وهلاك عدونا ..
فمثلاً .. لدينا قبيل الظهور .. وفي أوله .. ثلاث وقعات ملحمية سيهلك فيها عدو الشيعة .. وهذه الثلاث هي الأهم رغم وجود مصادمات أخرى تصب في صالح المنتظرين :
A. قرقيسا ..
وأطرافها ( الروم / الترك / السفياني ) وبالتأكيد فهذه المصادمة ستضعف الثلاثة ..
* في الكافي عن الإمام الباقر عليه السلام قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ).
B. رجفة الجابية .. وتقع بين الجهات المتصارعة في الشام ومن الواضح أن الشيعة ليسوا طرفاً فيها ..
في غيبة النعماني عن أمير المؤمنين عليه السلام ( إذا اختلف الرمحان بالشام، لم تنجل إلا عن آية من آيات الله. قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : رجفة تكون بالشام، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين ).
C. خسف البيداء : وهذه آية من الله فيها هلاك لعدو المهدي عليه السلام .. وتؤكد أن تلك النهضة المباركة والغلبة العسكرية للإمام إنما تتحقق في جزء كبير منها بهلاك عدوه .
في غيبة النعماني عن الباقر عليه السلام ( فينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء : يا بيداء بيدي القوم، فيخسف بهم، فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر ).
* لقد شاهدنا تحاولات كثيرة في الإقليم خلال العقود الثلاثة الماضية .. كانت المرجعية الشيعية فيها بغاية الدقة والحذر في التعامل مع الأحداث .. فكان منهجها تارة السكون وحقن دماء الجماعة الصالحة الشيعية .. التي هي مادة جيش الإمام المهدي وخيرة أعوانه .. وتارة أخرى كانت تنتفض وتتحرك وتدافع عن الوجود الشيعي .. ولعل فترة مابعد الإحتلال الامريكي نموذج واضح لهذا التعامل الذي يتميز بمفاجأة العدو وإرباك حساباته وتركه لايعرف كيف يتنبأ بتصرفات القيادة الشيعية العقائدية.
* وببركة هذه الرواية .. والمنظومة الأمنية التي رسمها الأئمة عليهم السلام .. ستتعامل المرجعية مع حروب الأقليم .. وستشترك حيث يكون وجودنا مهدداً .. وستمتنع حيث يكون المطلوب هو (( لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر)).
#السيستاني_رسالة_مهدوية
https://t.me/AiliaEmame1185
تعليقات
إرسال تعليق