الماعنده حسين .. يكسر الخاطر. لمحة تمهيدية للكاتب #Ailia_Emame

Ailia Emame: الماعنده حسين .. يكسر الخاطر. لمحة تمهيدية للكاتب #Ailia_Emame في سعيها لمواجهة الشذوذ الجنسي وجنون النسوية .. وما بات يعرف بـ ( النوع الاجتماعي) تعيش الأوساط المحافظة وشبه المتدينة في المجتمع الغربي .. مرارة ومعاناة حقيقية بسبب خذلان المجتمع واللا أبالية التي يعيشها .. إلى درجة أنهم (يكسرون الخاطر) فعلاً بسبب معاناتهم .. ومحاولاتهم الحفاظ على أولادهم .. وسط مجتمع لا يهمه ذلك .. ودوائر قرار تدعم الشذوذ. المجتمع الغربي ليس مع الشذوذ ولا هو ضده .. وإنما يعيش حالة من الفردانية والاهتمام بذاته ولا شأن له بما يجري هنا وهناك.. بعبارة أخرى فقد تم تحويله إلى آلة حقيقية تعمل وتدر المال ثم تعود وتنفقه على رغباتها الخاصة .. وانتهى كل شيء. لكن .. ألم تكن المجتمعات الغربية يوماً ما .. متدينة ومرتبطة بالسماء حتى قبل ظهور الإسلام ؟ فكيف انتهى بها المطاف إلى هذا الاستسلام الكامل للمادية والحرب مع الله ؟ دعني أختصر عليك الأمر في ثلاث نقاط أساسية: ١) منذ رفع عيسى المسيح عليه السلام بحسب معتقدنا (أو منذ صلبه من قبل اليهود والرومان بحسب المعتقد المسيحي سنة 30 ميلادية) بدأت قائمة طويلة من الشهداء الذين بذلوا حياتهم لأجل تعاليم المسيح، بداية من الشهيد الأول في المسيحية الشماس إستفانوس الذي قتل بعد حادثة المسيح بسنتين أو ثلاثة .. مروراً بالقديسين الشهداء الكقديس بطرس والقديس إيجينوس والقديس إنكينوس وصولاً إلى القرن الرابع الميلادي. كانت المسيحية كلما تمنح شهداء أكثر .. كلما تثبت أقدامها وتنتشر أكثر .. حتى كانت سنة 312 ميلادي حيث اضطر الإمبراطور الروماني للاعتراف بالمسيحية ديناً رسمياً في الامبراطورية .. بما بات يعرف بمرسوم ميلانو .. رغم أن المسيحيين كانوا أقلية عددية في الامبراطورية .. لكنها قوية في تمسكها بشهدائها وقضيتها. ٢) بعد مرحلة (الشهادة) أو مرحلة (هيهات منا الذلة) التي عاشها المسيحيون وانتزعوا حقهم من أعظم امبراطورية في التاريخ .. عاش الباباوات المسيحيون حالة من الترف وذاقوا طعم السلطة .. ومرت 1400 سنة من استلام الحكم .. يصعب معها إحصاء مدى المكاسب والأموال التي حازوها. ومن باب المثال .. فإن 10٪ من الأراضي الفرنسية كانت ملكاً شخصياً للكنيسة .. وكانوا يأخذون من الفرد الواحد 10٪ من أملاكه بشكل إجباري .. مما أثار حفيظة المجتمع .. وعندما قامت الثورة الفرنسية .. تخلى المجتمع عن الكنيسة وتركها بدون أي حماية جماهيرية. لقد هاجم الثوار الفرنسيون الكنيسة ورجالها وكل متدين في فرنسا .. ونكلوا بهم شر تنكيل .. وأعلنوا بداية عصر الإلحاد وترك الدين وتدريس مبادئ الإلحاد في الكنائس ( وكان ذلك قبل التراجع قليلاً وظهور مصطلح العلمانية والاكتفاء بفصل الدين عن السياسة). ٣) المشكلة الحقيقية التي أدت إلى انهيار المنظومة الدينية في الغرب .. وجعلت المتدين هنا خاوياً فارغاً من الداخل يكتفي بالحضور في الكنيسة دون أي غيرة على معتقداته .. هي أن فترة ( 1400 سنة ) من الترف والسلطة .. نسخت تماماً فترة ( 300 ) سنة من التضحيات. فتم مسح ذاكرة الفرد الغربي والقضاء على عاطفته الدينية .. وإغراقه في الملهيات المادية من قبل الشركات حتى ضاعت هويته الجماعية وأصبح يعيش لنفسه فقط .. وربما القليل منكم يعرف أن عبارة ( عيش وخلي غيرك يعيش ) هي ترجمة حرفية لمثل إنگليزي بهذا المعنى. والخلاصة .. أن الفرد الغربي الذي يريد مواجهة الشذوذ الجنسي أو أي انحراف أخلاقي في بلده .. لا يستطيع تحفيز مجتمعه وتحريك وجدانه وعاطفته .. لا بذكر تضحيات الشماس إستفانوس .. ولا بقراءة المقتل وإقامة العزاء على القديس بطرس!! إنتهى الأمر بالنسبة للغرب وتمت السيطرة عليه تماماً .. فلا شيء يجعل الفرد الغربي يستذكر الشهداء بدموع وتفاعل .. ليقول بعدها لنفسه .. يجب أن أكون وفياً لأهدافهم التي ضحوا من أجلها !! صحيح أن هناك صوتاً للرافضين .. واستثناءات تحاول تدارك الأمر في العالم الغربي .. وانتفاضات فردية شجاعة .. لكنها تعيش حصاراً خانقاً .. وفرصاً ضئيلة في النجاح.. كما أن محاولات السياسيين ركوب الموجة (مثل ترامب وغيره) تجعل مهمة المقاومين للشذوذ معقدة جداً. هذا فيما يتعلق بالغرب .. أما لدينا في (العراق) فالأمر مختلف تماماً .. فنحن لدنيا ثمن مدفوع مسبقاً .. لدينا الحسين وكربلاء .. ويكفيك أن تلقي نظرة على مجالس العزاء وكثافة الحضور وعنفوانه وشبابه .. لتعلم أن ذكرى شهيدنا الخالد لن يتم مسحها أو تغييبها .. بل هي في تصاعد .. وما دام الوجدان والقلب والدمعة مع الحسين عليه السلام .. فنحن في سفينته .. وفي معسكره .. وجاهزون للرد على أي محاولات لتشريع قوانين محاربة الله. الشيعة حفظوا العلاقة الروحية والعاطفية بشهيدهم .. ولم ينسوه .. ولم تسمح الثقافة الشيعية لمرجعية الشيعة ومؤسسات العتبات أن تدير ظهرها للماضي الحسيني .. وتنشغل باستلام الحكم وأخذ الضرائب الإجبارية من الناس .. بل حافظت على ذكرى الحسين حاضرة في الوجدان وسخرت إمكانياتها في خدمتها. كلنا سمعنا تأكيد ممثل المرجعية العليا السيد أحمد الصافي دام عزه .. حول ضرورة اصطحاب الأطفال للمجالس الحسينية بأي شكل من الإشكال! لماذا ؟ لأنها الضمانة الوحيدة كي لا ننسى الحسين كما نسي المجتمع الغربي القديس بطرس ورفاقه .. ولا تهجم علينا مخلوقات الشذوذ كما هجمت عليهم بدون أي دفاعات نفسية! ولا لسان يقول (لبيك يا بطرس .. لبيك ياقديس) هذه كانت مجرد لمحة عن الموضوع .. ولنا تفصيل آخر حول سبل مواجهة جنون النسوية .. بعد انتهاء مراسم العشرة الأولى من المحرم إن شاء الله. https://t.me/AiliaEmame1185

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عشرون سؤالا عن الشيخ محمد اليعقوبي

ملف زيارة البابا |ايليا امامي

جولة في رأس سياسي عراقي. الكاتب #Ailia_Emame